الرئيسيةسياسة

تصريحات المهاجري تثير عاصفة في القطاع الصحي وتحرج “البام”

الرباط: عاجل24

تحوّلت تصريحات أطلقها النائب البرلماني هشام المهاجري، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى قضية سياسية ونقابية شائكة، بعدما اتهم الممرضات بـ”الاشتغال في الحناء”، والممرضين بـ”لعب الكارطا” في المقاهي، في مقطع فيديو أثار موجة غضب عارمة داخل صفوف الجسم التمريضي والنقابات الصحية، وأعاد إلى الواجهة إشكالية احترام الخطاب السياسي لكرامة المهنيين في القطاعات الحيوية.

الخرجة التي وُصفت بـ”المستفزة” و”اللامسؤولة” اعتُبرت من قبل عدد من النقابات إهانة مباشرة لشريحة واسعة من الأطر الصحية، الذين يمثلون إحدى الدعائم الأساسية لمنظومة الصحة العمومية، لا سيما في سياق ما بعد جائحة كوفيد-19، حيث تحوّلت مهنة التمريض إلى رمز للتضحية والصمود.

في بيان شديد اللهجة، عبّر الاتحاد المغربي للشغل عن استنكاره الشديد لما صدر عن النائب البرلماني، معتبراً أن الأمر لا يخرج عن كونه “تبخيساً ممنهجاً” لمجهودات الممرضات والممرضين، وانزلاقاً أخلاقياً غير مقبول يمس كرامة آلاف العاملين في القطاع. وطالب التنظيم النقابي باعتذار علني وسحب التصريحات، ملوّحاً باللجوء إلى القضاء.

من جهتها، ذهبت النقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل إلى أبعد من ذلك، ووصفت تصريحات المهاجري بـ”النابية والبذيئة والسافرة”، معتبرة أنها “كلام طائش يفتقر لأي حد أدنى من الاحترام”، كما دعت إلى مساءلة البرلماني داخل مجلس النواب، ومراسلة قيادة الحزب الذي ينتمي إليه.

بدورها، عبّرت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب عن “إدانتها المطلقة” لتصريحات المهاجري، مشيرة إلى أنها “تسيء لممثلي الأمة قبل أن تسيء لمهنيي الصحة”، مطالبة حزب الأصالة والمعاصرة بتوضيح رسمي لموقفه من هذه التصريحات التي أصبحت تُحرج المؤسسة التشريعية والحزب على السواء.

أما الفيدرالية الديمقراطية للشغل، فقد وصفت ما جرى بأنه “تحوّل خطير” في علاقة السلطة التشريعية بالموظفين العموميين، مضيفة أن “تصريحات من هذا النوع لا تليق بمسؤول سياسي، وتؤكد عمق أزمة الخطاب العمومي في البلاد”.

خلفيات سياسية وأبعاد رمزية

تأتي تصريحات هشام المهاجري، النائب المثير للجدل الذي كان قد غادر فريق “البام” قبل أن يعود إليه، في سياق سياسي يطغى عليه التوتر بين الفاعلين السياسيين والنقابات القطاعية، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى احترام الطبقة السياسية لمهنيي القطاعات العمومية، خصوصاً الصحة والتعليم.

كما أن هذا الحادث يضع حزب الأصالة والمعاصرة، المشارك في الحكومة، في موقع حرج، إذ بات مطالباً بتحديد موقفه من تصريحات أحد أبرز وجوهه تحت قبة البرلمان، لا سيما في ظل تنامي الوعي النقابي وتزايد حساسية الرأي العام تجاه القضايا المهنية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى