الرئيسيةسياسة

عبد الله حمودي: التطبيع مع إسرائيل يهدد مستقبل المغرب الأخلاقي

الرباط: عاجل24

عبّر عالم الإناسة المغربي عبد الله حمودي، الأستاذ بجامعة برينستون الأمريكية، عن قلقه العميق تجاه ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، محذرًا من خطورة استمرار المغرب في مسار التطبيع مع إسرائيل، ومعتبراً أن هذا النهج يضع القيم الأخلاقية والدور التاريخي للمغرب في مهب الريح.

واعتبر حمودي أن السياسات الإسرائيلية، كما تجلّت في العدوان الأخير على غزة، لم تكن وليدة اللحظة، بل تم التحضير لها منذ سنوات، في إطار تصور استعماري جديد يقوم على تراتبية عرقية وقومية تتقاطع مع تحولات في النظام الأمريكي، خاصة مع تنامي التيارات اليمينية المحافظة. وأكد أن الدعم الغربي المطلق، وخاصة من الولايات المتحدة وبعض القوى الأوروبية، ساهم في تعميق هذه السياسات، التي تستند إلى منطق فوقي يتجاهل الكرامة الإنسانية وحقوق الشعوب.

وفي هذا السياق، وجه دعوة صريحة إلى التراجع عن التطبيع ووقف العمل باتفاقيات الشراكة مع إسرائيل، على اعتبار أن استمرار العلاقات الرسمية، رغم حجم الانتهاكات المرتكبة، يتناقض مع مشاعر غالبية الشعب المغربي، ويعمّق الهوة بين المجتمع والدولة. ودعا إلى تحرك شعبي سلمي مستمر يطالب بقطع العلاقات، وإغلاق أي تمثيل دبلوماسي، احتراما لتاريخ المغرب ومكانته الرمزية في العالم العربي والإسلامي.

حمودي شدد على أن الحرب الإسرائيلية الجارية ليست موجهة ضد فصيل بعينه، بل ضد الشعب الفلسطيني برمته، وأن اختزالها في مواجهة مع حركة سياسية لا يعكس حقيقة المأساة الإنسانية الجارية. كما ندد بتصنيف النضال الفلسطيني ضمن خانة “الإرهاب”، معتبراً ذلك توجهاً تعميمياً يستهدف الشعوب والمجتمعات الإسلامية برمتها.

ورأى أن الاستمرار في الانخراط في تحالفات إقليمية تحت مظلة “اتفاقيات أبراهام” يضعف موقع المغرب الأخلاقي والدولي، داعياً الدولة إلى مراجعة هذا المسار والعودة إلى القيم التاريخية التي طالما ميّزت السياسة الخارجية للمملكة. كما اعتبر أن اللحظة تستوجب قيادة سياسية شجاعة تتفاعل مع نبض الشارع المغربي، وتعيد التوازن بين المواقف الرسمية والتطلعات الشعبية.

وبعيدا عن الاصطفاف الحزبي، دعا حمودي إلى وحدة الصف الوطني حول القضية الفلسطينية كقضية كونية تتجاوز الإيديولوجيات والانتماءات السياسية، معتبراً أن تعدد الأصوات المؤيدة لهذه القضية في المغرب يساهم في بناء خطاب أخلاقي جديد منفتح على العالم. وأكد أن هناك حاجة إلى بناء تحالف ثقافي وإنساني يتجاوز الحسابات الضيقة وينفتح على اليهود المناصرين للعدالة الفلسطينية في الداخل والخارج.

وفي ختام موقفه، شدد على أن المطلوب اليوم هو موقف واضح ضد الإبادة والتجويع، ومن أجل العدالة وحقوق الإنسان، داعياً إلى انخراط مجتمعي واسع يسهم في استعادة مكانة المغرب كمحور إقليمي يحترم القيم الإنسانية ويقف إلى جانب قضايا الشعوب العادلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى