
تحول حي “البيتات” بمنطقة يعقوب المنصور في العاصمة الرباط، هذا الأسبوع، إلى ساحة مواجهات دامية استُخدمت فيها الأسلحة البيضاء، بين مجموعات من المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء وأفراد من السكان المحليين، ما أسفر عن جريمة قتل وإصابات متفاوتة الخطورة، وسط حالة استنفار أمني غير مسبوقة.
وحسب مصادر ميدانية، فإن الشرارة انطلقت من خلاف بين مجموعات من المهاجرين، قبل أن تتطور إلى احتكاكات مباشرة مع بعض سكان الحي، لتتحول الأزقة إلى مسرح مطاردات وعنف متبادل. وتكررت المواجهات بشكل متقطع خلال الأيام الماضية، ما أجج التوتر وأثار الرعب بين الأسر المقيمة بالمنطقة.
السلطات الأمنية، مدعومة بعناصر الدرك الملكي، طوقت الحي فور اندلاع الاشتباكات، ونفذت عمليات تمشيط واسعة لضبط المتورطين، فيما جرى نقل المصابين إلى المستشفى تحت حراسة أمنية مشددة. وأكدت مصادر قضائية أن النيابة العامة فتحت تحقيقاً معمقاً لتحديد أسباب النزاع وخلفياته، وتعقب كل من ثبت تورطه في هذه الأحداث.
ويُعد حي “البيتات” أحد أبرز بؤر تواجد مهاجري جنوب الصحراء في الرباط، حيث يعيش الكثير منهم في ظروف اجتماعية واقتصادية هشة، مع محدودية فرص الاندماج، ما يجعله نقطة توتر قابلة للاشتعال في أي لحظة.
ويرى مراقبون أن هذه الجريمة تكشف عن هشاشة مقاربة تدبير ملف الهجرة غير النظامية في المغرب، وسط تصاعد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وارتفاع نسب البطالة، ما يغذي مشاعر الاحتقان بين السكان المحليين والمهاجرين.
في الأثناء، تواصل السلطات جهودها لإعادة الهدوء إلى الحي، وسط مخاوف من تجدّد المواجهات في ظل استمرار عوامل التوتر الكامنة.