شهدت أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي لبرشيد، المنعقدة أول أمس الأربعاء، توترا بعدما نظم عدد من الباعة الجائلين وقفة احتجاجية داخل القاعة، للمطالبة بإحداث سوق نموذجي وتنفيذ الوعود التي سبق أن قدّمها رئيس المجلس بشأن تمكينهم من التمركز بالبقعة العقارية المجاورة لمؤسسة بنكية.
المحتجون، المنضوون تحت لواء جمعية المستقبل لبائعي الخضر والفواكه، رفعوا لافتات دعوا من خلالها عامل إقليم برشيد إلى التدخل العاجل لإنقاذهم من التشرد، معتبرين أن قرارات المجلس الجماعي بإخلاء الملك العمومي جاءت دون توفير بدائل منصفة.
ويأتي هذا الاحتجاج بعد أيام قليلة من منح المجلس مهلة قصيرة للباعة لإخلاء الشوارع والعودة إلى مواقعهم الأصلية بسوق القرب إدريس الحريزي، وهو القرار الذي أعقبته حملة واسعة للسلطات المحلية، شملت إبعاد الباعة من محيط القسارية وشارع الشفشاوني وشارع إبراهيم الروداني بحي ياسمينة، مع إزالة العربات المجرورة وهدم الخيام البلاستيكية التي كانوا يستعملونها.
ورحّب عدد من السكان بهذه الحملات التي اعتبروها خطوة ضرورية لاستعادة النظام وفتح الشوارع أمام المارة، في حين يرى الباعة المتجولون أن أسواق القرب التي خصصتها الجماعة، في إطار شراكة مع صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تفتقر لشروط الجذب التجاري، وهو ما يدفعهم لرفض الانتقال إليها.
الجدل حول الباعة الجائلين في برشيد يظل مستمرا منذ سنوات، وسط مطالب بإيجاد حل يوازن بين حقهم في العيش الكريم وحق السكان في مدينة منظمة خالية من الفوضى.
