
شهد حزب الأصالة والمعاصرة بمدينة أولاد تايمة، إقليم تارودانت، هزة تنظيمية قوية، بعدما قدم عدد من أعضاء الأمانة المحلية ومناضلين ومنخرطين استقالات جماعية، في خطوة اعتُبرت ضربة موجعة للحزب مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقبلة.
وجاءت الاستقالات بعد تراكم انتقادات حول الوضع التنظيمي الداخلي، حيث وصف المستقيلون المناخ الحزبي بأنه يفتقد إلى الديمقراطية التشاركية، ويشهد اختلالات عدة، أبرزها إقصاء الكفاءات الشابة، اعتماد التسيير الأحادي، اتخاذ قرارات انفرادية خارج آليات التشاور، ومحاولة استغلال بعض الأنشطة الجمعوية لأجندات دعائية حزبية ضيقة.
كما أشار المستقيلون إلى غياب مناخ للنقاش الحر، وهيمنة خطاب سلطوي يحد من حرية التعبير، وتمييز بين أعضاء المكتب والمنخرطين، إلى جانب تفشي صراعات داخلية أضعفت الروح الحزبية وعرقلت العمل المنظم، مع تجاهل متكرر لآراء واقتراحات المناضلين.
وبحسب مصادر “عاجل24”، فإن عدد الاستقالات في تزايد وقد يصل إلى العشرات، ومن المتوقع الإعلان عنها تباعاً بعد توقيعها والمصادقة عليها لدى الجهات المختصة.
وأشار مراقبون إلى أن هذه الاستقالات قد تفتح شهية الغاضبين من الانزلاق التنظيمي الذي يشهده الحزب في أولاد تايمة، لتكون نموذجاً قد يحفز مناضلين غاضبين في أقاليم أخرى على تقديم استقالاتهم، ما قد يزيد من عمق الأزمة التنظيمية للحزب قبيل الانتخابات.
وتشير بعض المصادر إلى أن تفاقم الأزمة يعزى جزئياً إلى منسقة القيادة الجماعية، التي يتهمها معارضون بانغلاقها على دائرتها الضيقة، واستغلال بعض الأفراد اسمها بطرق غير مسؤولة للاستقواء على شباب الحزب ومناضليه، ما يزيد من حالة الاحتقان الداخلي ويعمّق الانقسامات داخل الحزب.