
أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما يُعرف بـ”إسرائيل الكبرى” موجة تنديد واسعة من عدة دول عربية، اعتبرتها أفكارًا توسعية تهدد استقرار المنطقة وتمس بسيادة دولها.
التصريحات جاءت خلال مقابلة مع قناة “آي 24” الإسرائيلية، حيث أبدى نتنياهو موافقته مرتين على خريطة لما وصفها المحاور بـ”الأرض الموعودة”، في إشارة إلى حدود توراتية تشمل الضفة الغربية وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا. وقال نتنياهو: “علينا ضمان استمرار وجود الدولة، وأرى في ذلك مهمة عظيمة”.
وزارة الخارجية المصرية أدانت هذه التصريحات وطلبت إيضاحات رسمية، معتبرة أن مثل هذه المواقف تعكس رفض خيار السلام وتدفع نحو التصعيد. من جانبها، وصفت الخارجية الأردنية التصريحات بأنها “تصعيد استفزازي خطير وتهديد لسيادة الدول”.
العراق انضم إلى موجة الاستنكار، مؤكدًا أن الحديث عن “إسرائيل الكبرى” يكشف الطموحات التوسعية للكيان المحتل، فيما شددت السعودية على رفضها القاطع للمشاريع الاستيطانية والتوسعية، مجددة تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
الإمارات بدورها وصفت تصريحات نتنياهو بأنها “تعدٍ سافر على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، مؤكدة إدانتها الشديدة لأي أفكار توسعية تمس سيادة الدول.
التصريحات تأتي في وقت يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا واسعًا، مع استمرار الحرب في غزة منذ هجوم حماس في أكتوبر 2023، وعمليات إسرائيلية متواصلة في الضفة الغربية، إضافة إلى مواجهات مع حزب الله في لبنان، وتوغلات في الجولان السوري المحتل، وقصف مواقع للحوثيين في اليمن، واشتباكات عسكرية مع إيران في يونيو الماضي.
ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها نتنياهو غضبًا عربيًا؛ ففي فبراير الماضي اقترح إقامة دولة فلسطينية على أراضٍ سعودية، ما قوبل آنذاك بإدانات عربية واسعة.