
تتواصل احتجاجات العطش في عدد من المناطق بسبب أزمة ندرة المياه، حيث باتت الاحتجاجات على غياب الماء الصالح للشرب مشهداً متكرراً يكاد يتحول إلى طقس يومي في القرى وحتى في بعض المدن، نتيجة الانقطاعات الطويلة والمتكررة وتراجع جودة المياه المتدفقة من الصنابير.
وفي جهة فاس مكناس، التي تحتضن أكبر السدود بالمملكة، لم تفلح وفرتها المائية في الحد من معاناة السكان، إذ يخرج المواطنون سيراً على الأقدام أو ممتطين دوابهم في مسيرات احتجاجات العطش المزمن، يتكرر كل صيف دون حلول ناجعة. وقد دفعت هذه الأوضاع المجموعة النيابية للعدالة والتنمية إلى توجيه سؤال كتابي لوزير الفلاحة، حذرت فيه من تفاقم الأزمة وعجز التدابير التقنية عن تلبية حاجيات الساكنة.
النائبة نادية القنصوري نبهت في مراسلتها إلى أن حياة السكان ومواشيهم وزراعتهم باتت مهددة، رغم وجود سدود ممتلئة في الجهة، مطالبة باستغلالها بشكل أفضل لتزويد الدواوير التي ما زالت محرومة من الماء. وأشارت إلى انقطاع السقايات في عدة مناطق بإقليمي تاونات ومولاي يعقوب، إلى جانب معاناة جماعات في صفرو والحاجب من صنابير جافة وجفاف آبار وتأخر في الربط بشبكة الماء.
ويؤكد النواب أن مشكل العطش أصبح سبباً رئيسياً في هجرة الفلاحين والتخلي عن أنشطتهم الزراعية، في وقت يلح فيه المغرب على تعزيز أمنه الغذائي.
وطالبت المراسلة البرلمانية الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لتجاوز الأزمة، خاصة بجهة فاس مكناس التي لا تعوزها الموارد المائية، لكن ساكنتها لا تزال تعيش على وقع العطش المزمن.