
تتجه الأنظار الدولية إلى احتمال عقد أول لقاء مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطوة وُصفت بالتاريخية إذا ما تحققت، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب شروعه في الإعداد لقمة تجمع الطرفين بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
وجاء الإعلان بعد قمة عقدت في البيت الأبيض جمعت ترامب بزيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، خُصصت لبحث الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف كشرط لأي اتفاق سلام. وعلى هامش اللقاء، أجرى ترامب اتصالا هاتفيا بفلاديمير بوتين الذي أبدى استعداده للقاء نظيره الأوكراني، فيما تحدثت مصادر أوروبية عن احتمال انعقاد القمة خلال أسبوعين.
زيلينسكي أكد بدوره استعداده للجلوس مع الرئيس الروسي، معتبرا أن اللقاء يشكل مدخلا لإنهاء حرب خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى. أما الكرملين فأعلن دعمه لفكرة “رفع مستوى المفاوضات” بين موسكو وكييف إلى لقاء على أعلى مستوى.
القمة الأميركية الأوروبية في واشنطن شددت أيضا على ضرورة توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد أي اتفاق سلام، مع استبعاد انضمامها الفوري إلى حلف شمال الأطلسي. وطرحت مقترحات بأن تتولى دول أوروبية، بتنسيق مع الولايات المتحدة، تقديم هذه الضمانات، بينما تحدثت تقارير عن التزام أوكرانيا بشراء أسلحة أميركية بقيمة 100 مليار دولار بتمويل أوروبي مقابل هذه الترتيبات الأمنية.
ورغم أن لقاء ترامب ـ بوتين الأخير لم يسفر عن اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أنه فتح الباب أمام خطوات جديدة باتجاه تسوية شاملة. أما القمة المرتقبة بين بوتين وزيلينسكي، فإن انعقادها سيكون الأول منذ اندلاع الحرب، وقد يشكل نقطة تحول في مسار النزاع الأشد الذي شهدته أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.