في مدينة تمارة، حيث يشتكي الشباب من غياب البنيات التحتية الثقافية والرياضية والتكوينية، اختار المجلس الجماعي برئاسة موح الزمزمي تنظيم مهرجان “تمارة تيم آرتي”، بتمويل عمومي، تحت شعار “تشجيع الشباب والفن المحلي”. غير أن هذه الخطوة لم تمر دون إثارة موجة انتقادات واتهامات باستغلال الحدث لأغراض انتخابية.
ففي الوقت الذي تعرف فيه المدينة توسعاً عمرانياً متسارعاً، ما تزال تفتقر إلى فضاءات للتكوين والإبداع ومراكز رياضية وثقافية قادرة على استيعاب طموحات الشباب، اعتبر العديد من الفاعلين المحليين أن المهرجان ليس سوى “واجهة تلميع” و”ذر للرماد في العيون”، مقابل إهمال متواصل لمطالب حقيقية تتعلق بالإدماج والتأطير والدعم المستدام للمواهب.
شباب تمارة، الذين عبروا عن سخطهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تساءلوا بمرارة: “أين هي البرامج التي توفر فرص التكوين والتشغيل؟ لماذا يُقصى أبناء المدينة من مشاريع جدية ويُعوّضون بمهرجانات عابرة؟”.
كما ربط بعض المتتبعين بين توقيت مهرجان “تمارة تيم آرتي” واستمرار الجدل حول تأخر الكشف عن لائحة العمال العرضيين، معتبرين أن الأمر يدخل في سياق محاولات “كسب ود انتخابي” عبر استغلال حاجيات الشباب وتوظيفها سياسياً.
وبينما يروج المجلس الجماعي لشعار دعم الشباب والفن المحلي، يرى أبناء تمارة أن واقع مدينتهم يعكس تناقضاً صارخاً بين الشعارات المرفوعة والسياسات المتبعة، في ظل غياب إرادة حقيقية لتوفير بنيات تحتية ومشاريع مهيكلة تواكب طموحاتهم وتستجيب لأولوياتهم.
