أعلنت الأمم المتحدة اليوم رسميًا حالة المجاعة في قطاع غزة، وهو أول إعلان من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وفق تقرير خبراء التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC). وأشار التقرير إلى أن نحو نصف مليون شخص يواجهون “جوعًا كارثيًا”، في حين رفضت إسرائيل النتائج ووصفتها بـ”الأكاذيب” المعتمدة على رواية حماس.
وفي تصريحات للمنظمة، أكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن المجاعة كان بالإمكان تفاديها لولا ما وصفه بـ”العرقلة الممنهجة من إسرائيل” لدخول المساعدات الغذائية. كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من استمرار الوضع دون عقاب، بينما اعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن تجويع المدنيين لأغراض عسكرية يعد “جريمة حرب”.
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا رسميًا رفضت فيه نتائج التقرير، مؤكدة أن “لا توجد مجاعة في غزة”، مشيرة إلى أن التدفق الأخير للمساعدات الغذائية أدى إلى انخفاض حاد في الأسعار. وذهب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إلى التشكيك في التقرير، مدعيًا أن “من يعانون الجوع هم الرهائن الذين تحتجزهم حماس”.
وتصاعدت التوترات مع تصريحات متضاربة من المسؤولين الإسرائيليين بشأن مستقبل القطاع. فقد هدد وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، بـ”تدمير مدينة غزة” إذا لم تتخل حركة حماس عن سلاحها وتطلق الرهائن، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن بدء مفاوضات لإطلاق سراح الرهائن بالتوازي مع “خطط الجيش للسيطرة على غزة وهزيمة حماس”.
وتأتي هذه التطورات في ظل مخاوف متزايدة من تفاقم الأزمة الإنسانية، مع استمرار الحصار وصعوبة وصول المساعدات إلى المدنيين في القطاع المحاصر، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعتمدون بشكل شبه كامل على الدعم الإنساني.
ويحذر خبراء الأمم المتحدة من أن استمرار الوضع دون تدخل عاجل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر، تشمل نقص الغذاء والماء والدواء، وتأثيرات صحية خطيرة على الفئات الأكثر ضعفًا، من الأطفال والنساء وكبار السن.
