
أكد رومان مارشافين، نائب وزير الطاقة الروسي، خلال اجتماع رسمي بموسكو مع الجانب المغربي، استعداد بلاده لمواكبة المغرب في مجال تأمين البنية التحتية الطاقية ضد الهجمات السيبرانية، مبرزاً أن روسيا راكمت تجربة واسعة في هذا المجال، وتبدي انفتاحاً على تبادل الخبرات مع الرباط.
وأوضح المسؤول الروسي أن التعاون بين البلدين يمكن أن يشمل الأمن المعلوماتي وحماية المنشآت الحيوية لقطاع الطاقة من الفيروسات الإلكترونية والاختراقات، إضافة إلى تطوير مشاريع مشتركة في مجالات الغاز والكهرباء والطاقة المتجددة.
وفي السياق نفسه، أبرز الخبير الدولي في الأمن السيبراني أنس أبو الكلام أن الهجمات الإلكترونية لم تعد تقتصر على تعطيل الحواسيب أو سرقة البيانات، بل أصبحت قادرة على إحداث أضرار مادية مباشرة بمحطات الكهرباء والغاز عبر أنظمة التحكم الصناعي. وأشار إلى أن اختراق هذه الأنظمة قد يؤدي إلى توقف الإنتاج، وانقطاع الكهرباء، أو حتى وقوع تسربات وانفجارات، ما يجعل حماية هذه المنشآت مسألة ذات أولوية قصوى.
وأوضح المتحدث أن المغرب أطلق مشاريع استراتيجية ضخمة في مجال الطاقة، مثل مشروع الغاز بتندرارة والعرائش، وأنبوب الغاز الأطلسي، إلى جانب استثمارات كبرى في الطاقات المتجددة كمركب نور ورزازات. وأضاف أن هذه البنى التحتية الحساسة تجعل من تعزيز الحماية السيبرانية أمراً حيوياً للحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني وضمان أمن الإمدادات.
وسجل أن الهجمات على أنظمة الطاقة عبر العالم أظهرت خطورتها، كما حدث في أوكرانيا سنة 2016 حين تسبب هجوم إلكتروني في انقطاع واسع للكهرباء، أو في حادث “شامون” الذي استهدف شركة أرامكو سنة 2012. واعتبر أن التجربة الروسية تقدم دروساً عملية في مجال العزل الشبكي، المراقبة المستمرة، وتطوير خطط الاستجابة والتدريب البشري لمواجهة أساليب الهندسة الاجتماعية.
وأكد الخبير أن تعزيز التعاون المغربي الروسي يمكن أن يفتح آفاقاً لإنشاء مراكز عمليات مشتركة لرصد الهجمات في الزمن الحقيقي، وتبادل الكفاءات والخبرات، مشدداً على أن حماية الطاقة في المغرب لا تهم فقط الأمن الوطني، بل تمثل ركيزة أساسية في استقرار إمدادات الطاقة العالمية، بالنظر إلى موقع المملكة الاستراتيجي ومشاريعها العابرة للقارات.