
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لا تعتبر أي دولة عدوًا بحد ذاتها، بل ترى أن التوترات تنشأ نتيجة مواقف بعض النخب السياسية التي تعتمد على حملات دعائية مضللة لتشويه صورة موسكو. وجاءت تصريحات بوتين خلال اجتماع مع موظفي مؤسسات الصناعة النووية الروسية بمدينة ساروف، حيث شدد على أن هذه النخب تحاول تصوير روسيا كمسؤولة عن النزاعات، متجاهلة الأحداث التي بدأت عام 2014 في منطقة دونباس.
وأشار بوتين إلى أن الرواية الغربية حول النزاع الأوكراني تعكس ازدواجية في الخطاب وتلاعبًا بوعي الرأي العام، مضيفًا أن روسيا تجد نفسها مضطرة للرد على هذه الحملات الممنهجة. وفي سياق حديثه عن قدرات بلاده، أشاد بوتين بالعلماء والمهندسين النوويين على دورهم في بناء “درع نووي قوي” يحمي روسيا ويضمن توازن القوى الاستراتيجي، مؤكدًا أن روسيا في طليعة الدول المتقدمة في أبحاث وتطبيقات الاندماج النووي الحراري.
ودعا الرئيس الروسي إلى وضع أهداف طموحة في مجال الصناعة النووية، مع التركيز على تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني والمساهمة في تقدم الحضارة الإنسانية. كما أبرز الدور الريادي لمؤسسة “روساتوم” في تطوير تقنيات متقدمة وتوظيفها في مشاريع استراتيجية كبرى، من بينها مشروع الطريق البحري الشمالي الذي سيعزز الممرات الحيوية للنقل عبر القطب الشمالي ويقوي حضور روسيا الاقتصادي والجيوسياسي.
واختتم بوتين حديثه بالتأكيد على أن التقدم النووي يمثل ركيزة أساسية لتعزيز الاستقلال الاستراتيجي لروسيا، مشددًا على أن المستقبل لا يبنى عبر الصراعات المفتعلة أو الخطابات العدائية، بل عبر العلم والإبداع وتحقيق التنمية التي تخدم الإنسانية جمعاء.