لقي خمسة أشخاص مصرعهم في وقت متأخر من ليلة الخميس – الجمعة بمدينة سيدي يحيى الغرب، بعدما تعرضوا لصعقة كهربائية قاتلة أثناء محاولتهم سرقة أسلاك كهربائية من خط للتوتر العالي، في حادث مروّع خلّف صدمة قوية في صفوف السكان المحليين.
وبحسب المعطيات الأولية التي حصلت عليها “عاجل24”، فإن الضحايا كانوا بصدد سرقة أسلاك ظنّوا أنها تحتوي على مادة النحاس القابلة للبيع، غير أنهم لم يكونوا على علم بأن الخط الذي استهدفوه يمرر تيارًا كهربائيًا عالي التوتر يقدر بحوالي 60 ألف ڤولت، وهو ما أدى إلى وفاتهم على الفور نتيجة انفجار قوي ناتج عن تماس كهربائي.
وفور علمها بالواقعة، انتقلت عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والسلطات المحلية إلى عين المكان، حيث عُثر على جثث الضحايا في حالة تفحم كامل، متناثرة قرب قاعدة أحد الأعمدة الكهربائية الواقعة بضواحي المدينة. وقد تم نقل الجثث إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بسيدي سليمان من أجل إخضاعها للتشريح الطبي وتحديد الهويات.
التحقيقات الأولية، التي باشرتها مصالح الدرك الملكي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تسير في اتجاه التأكد مما إذا كانت العملية تمت بشكل فردي أو في إطار منظم، خصوصًا وأن المنطقة كانت قد سجلت في وقت سابق محاولات متفرقة لسرقة تجهيزات البنية التحتية، من ضمنها الأسلاك الكهربائية.
وخلفت هذه الفاجعة حالة من الذهول في أوساط ساكنة سيدي يحيى الغرب، حيث عبّر عدد من المواطنين عن استيائهم من تكرار هذه السلوكيات الخطيرة، التي لا تهدد فقط حياة من يقدم عليها، بل تعرض أيضًا أمن الشبكة الكهربائية ومصالح المواطنين للخطر.
وتعيد هذه الحادثة المؤلمة إلى الواجهة ظاهرة سرقة الأسلاك الكهربائية، والتي تنامت في بعض المناطق نتيجة عوامل متعددة، أبرزها الفقر، وانعدام التوعية، وتنامي نشاط السوق السوداء للنحاس، ما يفرض بحسب متابعين، ضرورة تشديد المراقبة على منشآت البنية التحتية وتعزيز الوعي الجماعي بمخاطر هذه الأفعال.
