
تشهد مقاطعات عدة بمدينة الدار البيضاء تغيراً لافتاً في بروتوكول تدشين المشاريع العمومية، حيث شرع عمال مقاطعات في إبعاد المنتخبين من حضور هذه الأنشطة، في خطوة تُقرأ على أنها محاولة للحد من “الاستغلال السياسي” مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026.
فقد لوحظ خلال الأيام الأخيرة أن بعض التدشينات التي أشرف عليها العمال التابعون لولاية جهة الدار البيضاء سطات جرت في غياب تام للرؤساء والمنتخبين، على خلاف ما كان معمولاً به في السابق.
في هذا السياق، شهدت عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي تدشين ملعب أحمد الهراس من دون استدعاء رئيس المقاطعة ونوابه وباقي المنتخبين، حيث اقتصر الحضور على ممثلي السلطات المحلية والكاتب العام وبعض المسؤولين.
الوضع نفسه تكرر بمقاطعة سيدي عثمان التابعة لعمالة مقاطعات مولاي رشيد، حيث غاب رئيس المقاطعة البرلماني محمد حدادي وباقي المنتخبين عن تدشين منتزه “الألكسو”، بعدما اقتصر الحضور على المسؤولين والأطر العاملية. والغريب أن حدادي بادر في اليوم نفسه إلى تنظيم حفل تدشين منفصل للمنتزه في غياب السلطات.
مصادر متطابقة أوضحت أن هذا التوجه قد يمتد إلى مقاطعات أخرى بالعاصمة الاقتصادية، في إطار ما يشبه سياسة جديدة تقودها وزارة الداخلية لقطع الطريق أمام استغلال بعض المنتخبين للمشاريع التنموية في الدعاية الانتخابية.
كما أشارت المصادر نفسها إلى أن عدداً من عمال الأقاليم والعمالات بمختلف جهات المملكة باشروا، خلال الأسابيع الأخيرة، زيارات ميدانية وتدشينات لمشاريع تنموية دون إشراك رؤساء الجماعات المعنية، في إشارة واضحة إلى رغبة الداخلية في تحجيم حضور المنتخبين في مثل هذه الأنشطة ذات الرمزية السياسية والانتخابية.