
كشفت التحقيقات التقنية والميدانية التي أجرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية عن تواصل مكثف بين عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، والحاج أحمد بن إبراهيم، الملقب بـ”إسكوبار الصحراء”، تاجر المخدرات المالي المعروف، رغم نفي بعيوي أي علاقة مالية أو تجارية معه أمام المحكمة.
وكان بعيوي قد صرح للمحكمة بأنه تعرف على بن إبراهيم لأول مرة سنة 2013 حين باعه سيارته الفارهة “رونج روفر” وشقة ضمن مشروعه السكني بالسعيدية، مؤكدًا أنه لم يجري أي اتصال معه إلا في فبراير 2014. لكن التحريات كشفت خلاف ذلك، إذ سجلت الفترة الممتدة بين 2 نونبر و2 دجنبر 2013 نحو 67 تواصلاً بين بعيوي والمواطن المالي، شملت مكالمات هاتفية ورسائل نصية.
كما تبين أن هناك نحو 19 اتصالاً بين رقم مغربي يستخدمه بعيوي ورقم مغربي آخر كان يستعمله بن إبراهيم خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 23 نونبر 2013، بالإضافة إلى 16 اتصالاً آخر بين بعيوي ووسام نادر، مدير أعمال “إسكوبار الصحراء”، بين فبراير 2015 وشتنبر 2017. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تم رصد المزيد من الاتصالات بين بعيوي ووسام نادر خلال الفترة من يوليوز 2015 إلى ماي 2020، بما يعزز الشكوك حول طبيعة العلاقة بين الطرفين.
وتطرح هذه المعطيات تساؤلات حول مصداقية تصريحات بعيوي أمام القضاء، خاصة وأن الأرقام المسجلة توحي بعلاقة أكثر تعقيدًا مما أقر به سابقًا، وتضعه في مواجهة تدقيق قضائي في إطار متابعة الملفات المرتبطة بتجارة المخدرات وتمويل الأنشطة المشبوهة.