
شهد حي “جنان زناتة” التابع لجماعة عين حرودة، نهاية الأسبوع الماضي، حملة أمنية واسعة شاركت فيها القوات المساعدة والدرك الملكي، لوضع حد لحرب عصابات بين مهاجرين سودانيين، خلفت إصابات خطيرة وأعمال نهب وحرق طالت ممتلكات خاصة.
ووفق المعطيات المتوفرة، فقد اندلع الصراع بين فصيلين سودانيين ينتميان إلى “الجيش” و”قوات الدعم السريع”، حيث انتقلت خلافاتهما القبلية من الخرطوم إلى تراب المحمدية. المواجهات العنيفة التي اندلعت في حدود الثالثة والنصف فجرا، عرفت مشاركة ما يقارب 60 شخصا، استعملوا السيوف والعصي والحجارة، مما أسفر عن إصابات مروعة وحرق أكواخ تقطنها أسر مهاجرة، في وقت تحدث الضحايا عن فقدان ممتلكاتهم وهواتفهم وأموالهم.
الحملة الأمنية الواسعة التي قادتها السلطات مكنت من إيقاف خمسة متورطين في هذه الأحداث، فيما لا يزال البحث جاريا عن آخرين فروا بعد التدخل الأمني. وأكدت مصادر محلية أن عددا كبيرا من المهاجرين غادروا المنطقة بشكل طوعي بعد اندلاع العنف، فيما عبّر السكان عن ارتياحهم للتدخل الأمني الذي أعاد بعض الطمأنينة لساكنة زناتة.
ويُقدَّر عدد المهاجرين الأفارقة المقيمين بالمنطقة بحوالي 3000 شخص، ما جعل “جنان زناتة” في السنوات الأخيرة مسرحا لتوترات متفرقة وصراعات بين مجموعات مختلفة. وتأتي هذه العملية الأمنية في سياق استجابة السلطات لشكايات متكررة من السكان حول تزايد أعمال السرقة والعنف، في وقت شددت فيه الأجهزة الأمنية على التزامها بحماية المواطنين والمهاجرين على حد سواء وضمان استقرار الأحياء المتضررة.