يشهد سوق توصيل الطعام في المغرب مرحلة جديدة من المنافسة بعد دخول شركة “كول” الناشئة بقوة، مدعومة بتمويل جديد قدره 7.5 مليون دولار واستراتيجية توسع تستهدف “دمقرطة خدمات التوصيل” وجعلها في متناول جميع الفئات الاجتماعية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق متغير عقب التحقيق الذي أجراه مجلس المنافسة في فبراير 2024 حول ممارسات شركة “غلوفو”، والذي انتهى في يوليوز الماضي باتفاق تسوية يلزم المنصة الإسبانية بإلغاء الشروط الحصرية، تحديد سقف عمولاتها عند 30%، وتعزيز الشفافية تجاه شركائها وعمال التوصيل.
وتستفيد “كول”، المملوكة لشركة “أورا تكنولوجيز” التي أسسها عمر العلمي سنة 2023، من هذا المناخ الجديد لتقديم نموذج مغاير يعتمد على عمولات أقل بكثير (10% فقط)، مستهدفة سوقاً واعدة تضم نحو 6 ملايين مستخدم محتمل، مقارنة بـ500 ألف مستخدم نشط حالياً في السوق الوطنية.
وسجلت المنصة نمواً سريعاً بلغ 12 ألف مستخدم نشط في غشت الماضي، مع تغطية لست مدن رئيسية: الدار البيضاء، الرباط، طنجة، مراكش، أكادير والداخلة. وتتوقع الشركة تحقيق نمو شهري يتراوح بين 15% و30%، مع التركيز على السوق المغربية لعشر سنوات قبل التوجه نحو التوسع الخارجي.
في المقابل، رحب حمزة نصيري بناني، المدير العام لـ “غلوفو المغرب”، بالمنافسة، معتبراً أن دخول فاعلين جدد يثري السوق ويزيد من وعي المستهلكين، لكنه شدد على صعوبة التوفيق بين مصالح المطاعم وعمال التوصيل والزبائن لضمان استدامة الربحية وجودة الخدمة.
يأتي هذا التطور بعد انسحاب “جوميا” من سوق توصيل الطعام في دجنبر 2023 بسبب كلفة التشغيل العالية والمنافسة الشرسة، ما فتح المجال أمام لاعبين جدد وأعاد تشكيل خريطة القطاع، الذي حققت فيه “غلوفو” رقم معاملات تجاوز 500 مليون درهم وأرباحاً لأول مرة في 2023.
