
سادت أجواء ارتياح في صفوف سكان دواوير إكمير بجماعة آيت عباس، إقليم أزيلال، عقب الإفراج عن الموقوفين على خلفية المسيرة الاحتجاجية الأخيرة، التي رفع خلالها السكان مطالب اجتماعية وحقوقية ملحة.
وكانت القوات العمومية قد أوقفت، صباح الأربعاء 10 شتنبر الجاري، أكثر من 20 محتجاً حاولوا السير مشياً على الأقدام نحو مقر العمالة لعرض مطالبهم على عامل الإقليم.
وفي خطوة وُصفت بالإيجابية، استقبل الكاتب العام لعمالة أزيلال، عبد اللطيف حلاويت، لجنة تمثل الساكنة مساء اليوم نفسه، معلناً إطلاق سراح جميع الموقوفين، ومؤكداً تفهم السلطات للمطالب المقدمة وحرصها على إيجاد حلول عملية في إطار القانون.
وخلال الاجتماع، تم التأكيد على أن مشروع إحداث ثانوية إعدادية بدواوير إكمير ممول وجاهز، مع التعهد بتسريع الإجراءات الإدارية لتسوية رسم ملكية الأرض المخصصة للبناء. كما جرى الالتزام بدراسة مطلب تعيين طبيبة وتوفير قسم للولادة بتنسيق مع المصالح الوصية، فضلاً عن إدراج مطلب توفير جرافة لتنقية مجاري واد لخضر والتخفيف من أضرار الفيضانات المتكررة.
وعبّرت الساكنة عن ارتياحها للإفراج عن أبنائها لكنها شددت على أن الرهان الحقيقي يكمن في تحويل هذه الوعود إلى إجراءات ملموسة تنهي سنوات التهميش. في المقابل، اعتبرت فعاليات حقوقية أن ما جرى يعكس حجم الخصاص التنموي في دواوير إكمير وباقي قرى جماعة آيت عباس، داعية إلى مقاربة تنموية شاملة بدل المقاربة الأمنية.
ويأتي هذا الحراك في سياق سلسلة احتجاجات يشهدها الإقليم مؤخراً للتنديد بالتهميش والحرمان من الخدمات الأساسية، والمطالبة بحلول مستدامة تضمن كرامة المواطنين وتحسن ظروف عيشهم بالمناطق القروية والجبلية.