
أثارت قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين جدلاً واسعاً حول مسار الحرب في أوكرانيا، بعد أن كشف مصدر مطلع عن ميل ترامب لدعم مقترح روسي يقضي بسيطرة موسكو على منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا، مقابل تجميد القتال جزئيًا في منطقتي خيرسون وزابوريجيا.
ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التنازل عن أي جزء من أراضي بلاده، مؤكداً التزامه بالدستور الأوكراني الذي يحظر التخلي عن أي سيادة وطنية. وفي الوقت نفسه، لم يستبعد زيلينسكي مناقشة الموضوع في اجتماع ثلاثي محتمل مع ترامب وبوتين، وهو ما يضع كييف أمام معادلة صعبة بين حماية سيادتها والسعي لإنهاء النزاع.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن بوتين أبلغ ترامب بأنه قد يوافق على تجميد القتال في خيرسون وزابوريجيا إذا حصل على مكاسب استراتيجية في دونباس، في حين نقل ترامب هذه الرؤية لاحقًا إلى زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، وسط شكوك أوروبية كبيرة حول التزام موسكو بأي اتفاقيات محتملة.
ويُنظر إلى خطة بوتين من قبل الأوروبيين على أنها وسيلة لإنهاء الحرب عبر التنازل عن أراضٍ للغزاة، بدلاً من التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، ما يثير مخاوف من تهديد وحدة الأراضي الأوكرانية وقواعد القانون الدولي.
وجرت القمة داخل قاعدة عسكرية أمريكية استمرت ثلاث ساعات، ووصفت بأنها ودية شكلاً، إذ تبادل الزعيمان المصافحات والمجاملات، لكنها لم تسفر عن أي نتائج رسمية، ما دفع بعض الخبراء الأوروبيين لرؤيتها إيجابية لعدم فرض خريطة أمنية جديدة على أوروبا خلف ظهر كييف.
وفي الوقت نفسه، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي من ميل موسكو لعدم الوفاء بالتزاماتها، فيما يسعى بوتين لإبقاء الولايات المتحدة في مركز المفاوضات وتهميش الأوروبيين الذين فرضوا عقوبات منذ 2022.
ودعا القادة الأوروبيون إلى اجتماع طارئ مع الدول الداعمة لكييف، قبل زيارة زيلينسكي إلى واشنطن للقاء ترامب، في محاولة لإظهار وحدة الصف الأوروبي وإعادة إدماج القارة في مسار التفاوض، الذي تحاول موسكو وواشنطن حصره في إطار ثنائي.