أثار مقال رأي نشره المحلل السياسي الإسرائيلي من أصول مغربية، رافائيل كاسترو، عاصفة من الجدل في المغرب، بعدما اقترح إعادة توطين سكان قطاع غزة في أقاليم الصحراء المغربية باعتبارها – وفق تعبيره – “أرضاً شاسعة وقليلة السكان” تصلح لأن تكون “الحل الواقعي والدائم” لأزمة غزة.
مصدر سياسي بارز اعتبر، في تصريح خاص، أن هذه الدعوات تمثل “تطاولاً خطيراً على سيادة المغرب ووحدته الترابية”، محذراً من أن الصمت الرسمي عن مثل هذه الطروحات قد يشجع على استهداف القضية الوطنية الأولى للمغاربة وتحويلها إلى ورقة ابتزاز في الحسابات الدولية.
المقال الذي نشره موقع “إسرائيل ناشيونال نيوز” يوم 2 شتنبر 2025، يقترح توطين نحو مليوني فلسطيني في الصحراء المغربية بحجة أن الوضع في غزة “غير قابل للاستمرار”، وأن المغرب “الوجهة الأكثر مصداقية” نظراً لدوره في لجنة القدس ولسياساته الدبلوماسية، وللاعتراف الأميركي بسيادته على الصحراء سنة 2020.
وذهب الكاتب أبعد من ذلك بالحديث عن “فوائد” قد يجنيها المغرب من هذا السيناريو، بينها – حسب زعمه – تعزيز السيطرة الديمغرافية في الصحراء، وتنشيط الاقتصاد المحلي بقوة عمل جديدة، وإضعاف مطالب جبهة البوليساريو. كما دعا إسرائيل إلى دعم المشروع بخبراتها في مجالات الري والطاقة وتحلية المياه، مع منح المغرب امتيازات تجارية أميركية لتحويل هذه الخطة إلى ما سماه “معجزة اقتصادية مغربية”.
ويأتي هذا الجدل في وقت تتواصل فيه المسيرات الشعبية والوقفات الاحتجاجية في مدن مغربية عدة رفضاً للتطبيع، وتأكيداً على تمسك الشارع المغربي بالثوابت الوطنية، ما يعكس الفجوة بين نبض الشارع وصمت المؤسسات الرسمية إزاء مثل هذه الطروحات التي تمس مباشرة بسيادة المغرب ووحدته الترابية.
