أثار شريط مصور لطبيب يشتغل بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير صدمة كبيرة في الرأي العام المحلي والوطني، بعدما كشف عن اختلالات وممارسات وصفها بالخطيرة داخل المستشفى، مبرزًا حجم التردي في الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.
الطبيب، الذي التحق بالمستشفى قبل خمسة أشهر، كشف أن المرضى كانوا يُوجّهون لإجراء تحاليل بيولوجية بدعوى تعذر إجرائها داخل المستشفى أو تعطل الأجهزة، رغم بساطة بعضها، قبل أن تعود هذه التحاليل فجأة للعمل بالمستشفى في اليوم الموالي لتنظيم وقفة احتجاجية أمام بابه الرئيسي مطلع شتنبر الجاري.
وأضاف الطبيب أن مصلحة المستعجلات باتت شبه خالية من المرضى مقارنة بالسنوات السابقة، بسبب الخوف المتزايد من سمعة المستشفى الذي أصبح يُوصف بـ“مستشفى الموت”، ما دفع العديد من المرتفقين إلى تجنب التوجه إليه.
وفي خضم هذه الاحتجاجات المتواصلة منذ أسابيع، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن شغور منصب مدير المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير وفتح باب الترشيح أمام الأطر الصحية، في خطوة يُنظر إليها كإعادة ترتيب للأوضاع داخل المؤسسة الصحية.
ويعاني المستشفى منذ سنوات من مشاكل هيكلية في التدبير والتسيير ونقص حاد في الموارد البشرية، خصوصًا الأطباء الاختصاصيين والجراحين، إضافة إلى خصاص في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما انعكس على جودة الخدمات المقدمة للمرضى. كما شهد المركب الجراحي مؤخرًا شبه شلل بسبب نقص مواد التخدير، في صورة تعكس حجم الأزمة التي يعيشها القطاع الصحي بالجهة.
