
تعرض يوسف العمراني، سفير المغرب لدى الولايات المتحدة، لهجوم إعلامي من قبل نشطاء محسوبين على لوبيات إسرائيلية متطرفة، عبر مقال نشره موقع “JFeed”، الذي يعنى بالأخبار المتعلقة بإسرائيل والمجتمعات اليهودية الناطقة بالإنجليزية.
المقال الذي حمل عنوانًا مثيرًا للجدل يتهم السفير المغربي ضمنيًا بـ”معاداة السامية”، استند إلى مزاعم تتعلق بعدم استقباله لفاعلين إسرائيليين، وركز على مواقف فكرية وإنسانية عبرت عنها زوجته، الدكتورة أسماء المرابط، عضو أكاديمية المملكة المغربية، بشأن ما يجري في الأراضي الفلسطينية.
ويأتي هذا المقال في سياق متصاعد من التحريض الإعلامي الذي تلجأ إليه جهات مقربة من التيارات الصهيونية، بغرض التأثير على السياسات الدبلوماسية وتوجيه الرسائل إلى صناع القرار في الرباط، خاصة بعد رفض المغرب الانخراط في علاقات غير متوازنة مع تل أبيب رغم اتفاقيات التطبيع.
المقال المذكور أعده مغربي مقيم بالولايات المتحدة يرأس جمعية أمريكية تُعنى بتعزيز العلاقات المغربية الإسرائيلية، ويعرف بنشاطه الدعائي الداعم لسياسات تل أبيب، رغم الانتقادات الواسعة التي تطال ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا في قطاع غزة.
ويشير متابعون إلى أن هذه الحملة تأتي في ظل محاولات لاختراق مواقف دبلوماسية سيادية من خلال قنوات غير رسمية، باستخدام اتهامات جاهزة تستهدف تقويض ثقة الرأي العام في الكفاءات الدبلوماسية الوطنية.
كما اعتُبر استهداف السفير المغربي جزءًا من مساعٍ لإعادة توجيه بوصلة العلاقات المغربية الأميركية من بوابة “ابتزاز إعلامي” يستند إلى سرديات تتجاهل تاريخ المملكة الطويل في احترام التعدد الديني والتعايش، ودورها المتوازن في المنطقة.
وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة النقاش حول حدود التطبيع مع إسرائيل، وما إذا كانت بعض الأطراف المحسوبة على لوبيات خارجية تسعى إلى فرض أجندتها السياسية عبر التأثير في مؤسسات سيادية مغربية، وهو ما يثير مخاوف من تحول العلاقات إلى أداة ضغط بدل أن تبقى أداة تعاون مبني على الاحترام المتبادل.