الرئيسيةسياسة

يوبا الغديوي.. من مناضل مزعوم إلى بيدق في يد الكابرانات

عاجل24

في خطوة تكشف حجم الارتباك واليأس الذي يعيشه دعاة الانفصال، أعلن المدعو يوبا الغديوي عن ارتمائه في أحضان النظام العسكري الجزائري، في مشهد يعيد إلى الأذهان سيناريوهات سابقة استعملت فيها الجزائر ورقة المرتزقة لتغذية نزعتها العدائية تجاه المغرب.

الغديوي، الذي حاول تسويق نفسه كـ”مناضل أمازيغي”، سرعان ما سقط القناع عن شعاراته بعد أن اختار الاصطفاف إلى جانب الكابرانات، متجاهلاً أن هذا النظام لا يتوانى عن قمع الأمازيغ داخل الجزائر نفسها، حيث ما تزال منطقة القبائل تعيش تحت حصار أمني وسياسي خانق، وناشطوها يتعرضون للملاحقات والاعتقالات لمجرد المطالبة بالاعتراف بهويتهم وحقوقهم الثقافية.

هذا الارتماء في حضن الجزائر يفضح ازدواجية الخطاب الذي يتبناه الغديوي ومن على شاكلته؛ فمن جهة يرفعون شعارات “الحرية والديمقراطية”، ومن جهة أخرى يتحالفون مع نظام استبدادي لا يتورع عن إغلاق المجال الإعلامي، تكميم الأفواه، وتزوير إرادة شعبه عبر انتخابات صورية.

الأدهى من ذلك أن الغديوي، بقراره هذا، لا يضع نفسه فقط في خانة المرتزقة، بل يتحول إلى أداة في أجندة جزائرية واضحة تستهدف ضرب وحدة المغرب واستقراره. النظام العسكري الجزائري، منذ عقود، يحاول استغلال أصوات الانفصال والإدعاءات الزائفة عن حقوق “الأمازيغ” أو مناطق مغربية معينة، لتأجيج الانقسامات، لكنه يفشل دائماً أمام وعي المغاربة وتماسكهم الوطني.

إن أطروحة الانفصال، التي يروج لها المرتزقة مثل الغديوي، تستند على أوهام سياسية ووهمية لا أساس لها في الواقع التاريخي والثقافي للمغرب. كل محاولات تفكيك الوحدة الترابية للمملكة تصطدم بثوابت المجتمع المغربي، الذي تجاوز الانقسامات المزعومة، ونجح في تعزيز المصالحة بين مكوناته الثقافية والهوياتية، دستوراً وممارسة، بعكس النظام الجزائري الذي يضيق صدره حتى بأبسط تعبير عن الهوية الأمازيغية داخل ترابه.

إن ارتماء يوبا الغديوي في حضن الكابرانات لن يكون سوى محطة أخرى في مسلسل الفشل الذي تتكبد الجزائر كلفته السياسية والدبلوماسية، وتأكيد إضافي أن أطروحة الانفصال محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ. المغرب، بالمقابل، مستمر في تعزيز وحدته الوطنية ومسيرته التنموية، متجاوزاً كل المحاولات الرخيصة للتشويش على استقراره وأمنه.

الغديوي، الذي اختار أن يصبح بيدقاً في لعبة الجزائر، يثبت فقط أن أي شخص يتاجر بالهوية والانتماء الوطني سيبقى ورقة محترقة في يد من لا يعرفون سوى القمع والفشل السياسي، وأن أطروحات الانفصال لا تستطيع أن تواجه وعي المغاربة أو إرادتهم الجامعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى